کد مطلب:240978 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:163

الصلاة قربان کل تقی
روی الشیخ الصدوق طاب ثراه بسنده إلی محمد بن الفضل عن أبی الحسن الرضا - علیه السلام - قال: «الصلاة قربان كل تقی». [1] .

هذه الكلمة الحكمیة تعد من الأمثال السائرة علی الألسن و قد قالها علی المرتضی قبل علی بن موسی الرضا علیهم السلام [2] و كلهم علیهم السلام نور واحد و لهم هدف واحد، و كلامهم واحد لایخالف آخرهم أولهم.

و المراد من القربان هو القرب إلی الله عزوجل، و أن الصلاة سببه و وسیلة له إذا صدرت عن المتقی إذ لاقرب و لاقبول من غیر المتقی. قال تعالی فیما اقتص من أحد ابنی آدم علیه السلام هابیل: «إنما یتقبل الله من المتقین» [3] و قد قرره عزوجل بعد الاقتصاص.

و منه حالة السجود الذی هو أحد أركان الصلاة و إذا تركت السجدتان من ركعة واحدة بطلت إجماعا كما جاء فی صحیح معاویة بن وهب قال سألت أباعبدالله علیه السلام عن أفضل ما یتقرب به العباد إلی ربهم و أحب ذلك إلی الله عزوجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شیئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا تری أن العبد الصالح عیسی بن مریم علیه السلام قال: «و أوصنی بالصلوة و الزكوة ما دمت حیا». [4] .

و فی روایة الصدوق بسنده عن الوشا قال: سمعت الرضا یقول: أقرب ما یكون العبد من الله عزوجل و هو ساجد و ذلك قوله عزوجل: «و اسجد و اقترب». [5] .

و الصادقی: «... علیك بالدعاء و أنت ساجد فإن أقرب ما یكون العبد إلی الله و هو ساجد...». [6] .

لا یحصی ما للصلاة قلم و لابیان و نحن نذكر بعض ما ورد فیها.



[ صفحه 317]



ففی صادقی «إذا قام المصلی إلی الصلاة نزلت علیه الرحمة من أعنان السماء إلی أعنان الأرض، و حفت به الملائكة و ناداه ملك: لو یعلم هذا المصلی ما فی الصلاة ما انفتل». [7] .

إن الصلاة قرة عین الرسول - صلی الله علیه و آله - و أهل بیته علیهم السلام روی الصدوق بسنده إلی أنس عن النبی - صلی الله علیه و آله - قال: حبب إلی من دنیاكم النساء، و الطیب، و جعل قرة عینی فی الصلاة» [8] و رواه الشیخ الطوسی بلفظ: «... و حببت إلی». [9] و فی نفس الروایة: «یا أباذر إن الله تعالی جعل قرة عینی فی الصلاة و حببها إلی كما حبب إلی الجائع الطعام، و الی الظمآن الماء؛ فإن الجائع إذا أكل شبع و إذا شرب الماء روی، و أنا لاأشبع من الصلاة». [10] .

و النبوی: «الصلاة كالمیزان من أوفی استوفی». [11] .

و الصلاة صلة بن الخالق و الخلق، و للقربان معنی آخر لیس هنا محل ذكره فتدبر.



[ صفحه 318]




[1] عيون الأخبار 7:2، الكافي 265:3.

[2] النهج 332:18، الكلمة 132، البحار 60:78.

[3] المائدة: 27.

[4] مريم: 31، الكافي 264:3.

[5] العلق: 19، الكافي 265 - 264/3.

[6] الكافي 324:3.

[7] الكافي 265:3.

[8] الخصال 165:1 و في المصدر ما يجدر النظر إليه.

[9] أمالي الشيخ الطوسي 141:2.

[10] المصدر.

[11] الأمثال النبوية 498:1، رقم المثل 316، حرف الصاد مع اللام.